يظن البعض أن الاستقلالية تعني الانفصال التام والابتعاد عن المنزل والأسرة جسدياً أو حتى معنوياً، بحجة أن الفتاة أو الفتى لم يعد طفلاً، وهذا للأسف عين الخطأ. الاستقلالية في الواقع تعني التخلص من الاعتماد على الآخرين فقط، وليس التخلص من الآخرين.
بعض الناس يرى أن الاستقلالية لا تكون إلا بعد الزواج، والبعض الآخر يراها تفكيك الأسرة بشكل كامل.
في دول شرق آسيا على سبيل المثال، تتمثل استقلالية الشاب والفتاة في انتقالهم إلى منزل جديد بعيد عن أسرتهم، حتى لو لم تكن هناك نية لزواجهم. بمجرد بلوغ الابن سن الخامس والعشرين -وربما أقل من ذلك- يجب أن يستقل بنفسه فكرياً ومادياً ومعنوياً. هكذا يصبح مستقلاً أو (Independence) أي لا يعتمد على أحد، وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة. بالطبع هناك منهم من لا يؤمن بذلك، لكن في النهاية، هذه الفكرة لا تزال تطبق عند البعض.
الاستقلالية ومفهوم الاعتماد.
ما أريد الحديث بشأنه اليوم هو نقطة أراها هامة في الواقع. لو أننا قمنا بتغيير جزء من مفهومنا عن الاستقلالية أو الـ(Independence)، وتوقفنا عن الاستماع إلى الشعارات الرنانة التي يرددها البعض من حولنا، فستتغير بالتأكيد إلى الأفضل أمور كثيرة في حياتنا كمجتمع.
بدلاً من أن تحارب من أجل الاستقلالية بحيث تصبح شخصاً (Independent) -كما يقولون- لا يعتمد على غيره، يمكنك محاولة أن تصبح شخصاً (Independable)، أي قابلاً لاعتماد الغير عليه. أليس هذا أفضل؟ يجب تصحيح هذه الأفكار، بهذا المفهوم أنت لا تبحث عن مصدر دخل جديد لتتحمل نفقاتك الخاصة فقط، بل لتتحمل كذلك جزء من مسؤوليات المنزل. في حين كانت أختك مثلاً تعتمد على والدها، لا ضير في أن تعتمد على كليكما معاً، هذا في الوقت نفسه يخفف العبء عن كاهل رب الأسرة.
هذا التغيير البسيط في المفهوم، ووضع هذه الفكرة في عقلك وأنت تحاول الاستقلال فكرياً أو مادياً، يجعلك تفكر في أن تستقل لتتحول من شخص يعتمد على الآخرين إلى شخص يمكن للآخرين الاعتماد عليه.
هذا يرفع من مستوى التعاون داخل الأسرة، ويبث روح الإخاء داخل أبناء المجتمع ككل، ويكون نتاج ذلك كله، مجتمع متماسك وقوي وذو ترابط بين أفراده.
تمام
https://www.divlancer.com/article/9374/10932
الاستقلالية تبعدنا عن الدفئ العاءلي
يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق