About Author
Hesham aboelmakarm
13 followers

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات

عندما يكون رصيدك في الحياة 1000 كلمة فقط

 هناك أفلام تعلق بذاكرتك فتتذكرها وتستعيد أحداثها مهما مر من وقت على مشاهدتك لها، من بين هذه الأفلام فيلم (1000 كلمة) والذي يعني بالإنجليزية: (Thousand Words).

الفيلم من بطولة إيدي ميرفي، وكيري واشنطن، وكلارك دوك، وكليف كورتس، وأليسون جاني، وتم إنتاجه عام 2012. وهو فيلم كوميدي، لكنه لا يعتمد بالطبع على النكات السمجة التي تمتلئ بها أفلامنا والتي يقال عنها أنها كوميدية. على عكس ذلك، فهو يحمل قيمة عظيمة تنطلق من فكرته المبتكرة، حيث يفاجأ البطل بنمو شجرة كبيرة في حديقة منزله، وأن كل رصيده من الكلام ف الحياة هو 1000 كلمة فقط، وكلما نطق بكلمة تسقط ورقة من الشجرة وكأنها عداد إلكتروني يكشف له كل صباح عن رصيده المتبقي من الكلمات. كم هي فكرة مبتكرة وجذابة وتصلح بالفعل لبناء سيناريو لفيلم عظيم!

يضحك المشاهد كثيراً أثناء مشاهدة الفيلم، لكنه ضحك يبعث على التفكير، ويجعل المشاهد دائما في حالة تساؤل: ماذا لو فوجئت مثل بطل الفيلم بأنني لا أملك في حياتي سوى 1000 كلمة؟

يسأل نفسه ويتابع محاولات البطل لمواجهة أزمته. حينما يكون للكلمة قيمة، وترتفع تكلفتها إلى حدها الأقصى؟ ماذا ستفعل؟ هل يمكن أن تمارس (الهرتلة) التي اعتدت عليها في حياتك؟ أم أنك ستحرص على أن تضع كل كلمة في موضعها؟

بالتأكيد لو تعرضت لذات الموقف كنت ستفعل ما فعله بطل الفيلم الذي تغيرت حياته تماماً بعد هذه الأزمة، صار إنساناً مختلفاً بعد أن أصبح للكلمة ثمناً.

ماذا لو راجع كل منا حياته ليحصي كم الكلمات المهدرة التي ضاعت منه، يستوي في ذلك أن تضيع الكلمات في نميمة، أو في توجيه الأذى للمحيطين بك، أو بخلك بكلمة جميلة على شخص يحبك وينتظر منك كلمة طيبة. كم بخلت على مظلوم بكلمة حق تنصفه بها؟ كم قلت في حياتك من كلمات كاذبة؟

هل فعلت ذلك لأن الكلام كان مجانياً؟ ماذا سيكون موقفك إذن عندما يتناقص رصيدك من الكلمات؟

كم مرة شاركت على صفحتك أبيات عبد الرحمن الشرقاوي دون أن تدرك معناها:

أوتدري ما معنى الكلمة؟

مفتاح الجنة في كلمة..

ودخول النار على كلمة..

وقضاء الله هو الكلمة..

الكلمة لو تعرف..حرمة!

الكلمة زاد مذخور..

الكلمة فيض من نور.

بعض الكلمات قبور..

والبعض قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري..

الكلمة فرقان بين نبي وبغي..

بالكلمة تنكشف الغمة..

الكلمة نور..

ودليل تتبعه الأمة..

عيسى ما كان سوى كلمة..

أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين..

ساروا يهدون العالم ..

الكلمة زلزلتِ الظالم.

الكلمة حصن الحرية..

 الكلمة مسؤولية..

 إن الرجل هو الكلمة..

 شرف الله هو الكلمة..

 أبيات منتشرة ينشرها الناس ربما دون أن يعرفوا أنها جزء من مسرحية (الحسين شهيداً).

فقط ينشرونها من باب (المنظرة) وادعاء الثقافة، لكن أغلبهم للأسف يحتاجون إلى تجربة تعلمهم قيمة الكلمة ومقدارها. ربما  يفيدهم كثيراً أن يصبح رصيدهم مثل البطل في فيلمنا لا يزيد عن 1000 كلمة، ساعتها قد يرحمون الناس من الإيذاء بكلمات مثل الرصاص.

لقد أدخلني الفيلم في تجربة غريبة بالفعل، لدرجة أنني صرت أراجع صفحتي على (فيس بوك) كل فترة وأحذف منها بعض الكلمات التي ما كان يجب أن أقولها، فهل تفعلون مثلي؟ وإذا تغاضينا عما مضى، هل يكون الفيلم سبباً في تغيير رؤيتنا منذ اليوم لما ننطق به من كلمات؟

شخصياً قررت أن أنظر كل صباح إلى شجرة افتراضية مثل التي نبتت في منزل بطل الفيلم، لكي أطمئن على رصيدي، وأقول فقط كلمات طيبة وعبارات محبة لمن يحيطون بي، وأسعد من أستطيع بكلمة حب وعبارات مودة، أو مواساة، أو دعم.

راقبوا رصيدكم من الكلام فهو أهم وأخطر من رصيد هواتفكم الذي تتابعونه كل صباح.

 

التعليقات
محمد عزت - أغسطس ٢٥, ٢٠٢٢, ٢:١٦ م - إضافة رد

عظيم

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق