About Author
Hesham aboelmakarm
13 followers

أحدث المقالات
مارس ٢٥, ٢٠٢٤, ١٢:٤٦ م - حنين الجوهرى
مارس ٢٢, ٢٠٢٤, ١:٢٤ م - خديجة الوصال
مارس ٨, ٢٠٢٤, ١:٢٠ م - علي خريسات

قرارات يتراجع عنها عبدالناصر في 2022

مع حلول شهر يوليو من كل عام تبدأ المعركة، كثير من الجدل والاتهامات المتبادلة بين فريق يحب جمال عبد الناصر ولا يعترف بأي خطأ له، وفريق آخر لا يتوقف عن صب اللعنات وتحميل ثورة يوليو 1952 وزعيمها جمال عبد الناصر مسؤولية كل ما تعاني منه مصر طوال الأعوام السبعين الماضية.

وما بين هذين الفريقين يختفي أصحاب وجهات النظر الموضوعية التي تؤمن بأن التعميم آفة تفسد الأحكام، وبأن تقييم الأشخاص في السياسة يجب أن يكون تقييماً عادلاً يراعي أنهم بشر لابد أن يخطئوا ويصيبوا فهم ليسوا أنبياء منزهين أو ملائكة.

وأول ما يسترعي انتباه أصحاب التقييمات الموضوعية المنصفة حقيقة قد تبدو غريبة هي أن جمال عبد الناصر رغم كل إنجازاته تسبب -دون أن يقصد بالطبع- في إنهاء تجربته السياسية والاجتماعية بعد عمر قصير جداً، كيف ذلك؟
كان عبدالناصر مستبداً، لا يقبل رأياً آخر، ويعتبر نفسه وصياً على بلده وأهلها، فهو الأب الذي يعرف مصلحة أولاده أكثر منهم، لذلك يسعى طوال الوقت إلى فرض تصوراته عليهم، دون أن يبذل جهداً في تعليمهم وتدريبهم بما يكفي لجعلهم قادرين على اتخاذ القرار بعد أن يتم بناء وعيهم. قرر عبد الناصر تأجيل الحريات، فهي من وجهة نظره ترف يجب أن يكون في ذيل اهتماماتنا لأن الوطن يحتاج إلى ما هو أهم من الحرية.

تأذى الوطن كثيراً من غياب الحريات، ومرت سنوات تمكن خلالها زعيم ثورة 23 يوليو من تحقيق منجزات اقتصادية واجتماعية كبيرة ومهمة في مقدمتها بناء السد العالي وتأميم قناة السويس وبناء المصانع واتباع منهج جيد في العدالة الاجتماعية يكفل تقريب الفوارق بين الطبقات وتوفير حياة جيدة للفقراء ومحدودي الدخل.

تحول عبد الناصر إلى معشوق المصريين، أحبوا انحيازه للفقراء والمهمشين ومنحهم حقوقاً لم تكن متاحة لهم فيما قبل يوليو 1952.

لكنه في ذات الوقت لم يمنح المصريين حرية الاختيار، الحرية التي يكون مستعداً لدفع ثمنها حتى لو كان هذا الثمن هو الإطاحة بنظامه عبر آليات ديمقراطية، اختار الحل الأسهل وهو أن يقرر هو نيابة عن المصريين نظام الحكم الأنسب لهم، ولم يفكر للأسف في بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية، أو تنظيمات سياسية صلبة تكون قادرة على حماية تجربته والدفاع عن منجزاته إذا غيبه الموت، فقط رأينا تنظيمات تعبر عن نظامه وليس للشعب دور في تأسيسها أو المشاركة فيها أو اختيار قياداتها بوسائل ديمقراطية، وليس أدل على ما أقول من أن كثيراً من الوجوه التي شاركت في ذبح تجربة عبد الناصر وقتل منجزاته هم في الأصل كانوا أعضاء في الاتحاد الاشتراكي وغيره من التنظيمات، وأمد الله في أعمار بعضهم ليشاركوا في مظاهر الفساد المالي والسياسي الذي عانت منه البلاد طوال 30 عاماً من حكم حسني مبارك.

كان عبد الناصر بهذا الشكل كمن قرر تربية عدد من الأسود التي كبرت وأصبحت من الشراسة حتى أكلت تجربة عبد الناصر ذاتها، ولعل ما حدث من أنور السادات الذي اختاره عبد الناصر نائباً له لأنه صاحب الشخصية الأضعف في مجلس قيادة الثورة وفور توليه الحكم خلفاً لعبد الناصر قرر مسح تجربته والانقلاب على كل أفكاره لكي يرتمي في أحضان الغرب وأمريكا التي في يدها 99 بالمائة من أوراق اللعب كما قال في تصريح شهير له.

ارتبطت كل إنجازات عبد الناصر بشخصه، وساهم فريق السوء الذي يحيط به في ذلك، فكان من الطبيعي أن تموت التجربة بموت صاحبها، دون أن تجد حزباً حقيقياً أو مؤسسة قوية تدافع عنها، بل سارعت الأغلبية إلى القفز من المركب لتجد لنفسها موضع قدم في سفينة القائد الجديد أنور السادات.

شخصياً أنا أعتقد أن عبد الناصر رحمة الله عليه لو قدر له أن يعود للحياة، كان سيطبق منهجاً آخر للحكم، منهج يجعل التجربة ملكاً للشعب وليس للحاكم، ومن ثم يكون الشعب أولى بحماية تجربته عندما يموت القائد.

نستطيع ببعض الخيال أن نكتب قائمة بعشرات القرارات التي كان عبد الناصر سيتخذها أو يتراجع عنها لو شاء الله أن يمنحه فرصة أخرى للحياة، ولكن القدر يمنح الحاكم غالباً فرصة واحدة يجب أن يحسن استغلالها، وهو ما لم ينجح فيه جمال عبد الناصر للأسف.

التعليقات
Lulushh - يوليو ٢٦, ٢٠٢٢, ٨:٢٤ م - إضافة رد

Nice

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
Lulushh - يوليو ٢٦, ٢٠٢٢, ٨:٢٤ م - إضافة رد

مقال رائع جدا

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
Nassima - يوليو ٢٧, ٢٠٢٢, ١١:٣٣ م - إضافة رد

👍

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق
abdelrahman farag - يوليو ٢٨, ٢٠٢٢, ٢:١٥ ص - إضافة رد

GOOD

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق