عند تناول موضوع أصل العرب فلابد من التنقيب عن الجذور البشرية ومن ثم العربية فنجد المبدأ فى آدم عليه السلام أبو البشر وقد أعقب قابيل وهابيل وشيث وتوفى آدم ودفنه شيث فى قبره مع الصحف الأولى التى نزلت عليه "إن هذا لفي الصحف الأولى" سورة الأعلى 18.
وتولى شيث النبوة بعد أبيه ومعنى إسمه "هبة الله" واستمر شيث فى حكمه ونبوته بعد مقتل هابيل من أخيه قابيل ثم وفاة قابيل وبعدهم بزمن توفى شيث ودفن بجبل وادى البقاع بلبنان وله مسجد فى بلدة بيت شيت من ذلك الوادى على حد قول ابن جبير المؤرخ، ولكن هنالك أقاويل أخر أنه بفلسطين دُفن وتعدد الزعم كما تعدد فى مدفن آدم عليه السلم، وغرقت ذرية قابيل فى الطوفان وأستمر نسل شيث الذى جاء بعده نوح عليه السلام، ثم أنجب نوح سام وحام ويافث.
أجداد البشرية:
إن سام هو جد العرب، وحام جد النوبيين والمصريين والسودانيين، ويافث جد الأوروبيين والهنود والإيرانيين ومن شابههم من مغول وصينيين وغيرهم "وجعلنا ذريته هم الباقين" الصافات 77.
ومن ثم تفرع العرب الساميين على الخمسة أبناء وهم: أرفخشذ، ولاوِذ، وإرَم، وأشوذ، وغليم كما ذكر ابن إسحاق فى تاريخه.
عمل العرب بالرعى والتجارة والإغارة فى المناطق الصحراوية من الجزيرة العربية وبالزراعة فى المناطق الخصبة مثل مصر والعراق وبلاد الشام والمغرب وامتطوا الإبل والخيل واستعملوها فى الحروب والتنقل، وغدت حدودهم من الخليج العربى وجبال زاجروس شرقا إلى جبال أطلس والمحيط الأطلنطى غربا ومن البحر العربى والسودان وهضبة أفريقيا جنوبا إلى جبال طوروس والعراق وسواحل البحر المتوسط شرقا وشمالا.
العرب البائدة والعرب الباقية:
انقسم العرب إلى بائدة وهم الذين أبيدوا بذنوبهم من قبل ظهور الإسلام بأزمنة عديدة، وهم عاد الإرمِيين ومساكنهم فى اليمن وحضرموت وعُمان وشحر وما حولها، وتلك المجموعة تسمى بالأحقاف وجدهم هو أول ملك للعرب.
ثم ثمود الإرميين ويسكنون بين الحجاز والشام وهذين القومين ذاع صيتهم فى القرآن الكريم مما أدى إلى شهرتهما.
فضلا عن طسم وهم بالبحرين وجرهم الأولى والثانية، ناهيك من العمالقة اللاوذية الذين سكنوا مصر بمسمى الفراعنة ومنهم جبابرة الشام زد عليهم حضور الذين قطنوا الرس.
العرب العاربة والمستعربة:
أما العرب الباقية فهم ينقسمون إلى قسمين العرب العاربة (عرب الجنوب) وهم القحطانيون نسبة إلى قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح والعرب المستعربة، وهم أبناء عدنان ابن إسماعيل بن إبراهيم ومساكنهم جنوب الجزيرة العربية ببلاد اليمن.
أما العرب المستعربة فهم عرب الشمال العدنانيون القادمون من العراق وسكنوا مكة وكانت مهدهم الأول حيث ـ أنسل فيها إسماعيل عليه السلام إثنى عشر أبنا أشهرهم الأكبر نابت وأخيه قيدار، وبالتالى أنسل عدنان أشهر أبناءه: معد وعك.
ويُعرف أن عدد الآباء بين إسماعيل وعدنان منهم من قال أربعون وأُخر قالوا عشرون وبعض المؤرخون ارجعوهم إلى خمسة عشر أبا وموطنهم تِهامة مكة المكرمة على ساحل البحر الأحمر والجدير بالذكر أن محمد رسول الله من ذلك النسل.
الخلاصة:
وقصارى القول أن العرب جميعا قحطانيين أو عدنانيين قدموا من شمال الجزيرة العربية وأستقروا فى جنوبها ووسطها، وأن العرب الإسماعليون على وجه التحديد ومنهم النبى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مناصفة بين إبراهيم عليه السلام العابر من العراق وبين السيدة هاجر المصرية أم إسماعيل ومن ثم العرب أما السيدة سارة فهى أم إسحاق ومن ثم أم العجم.
يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق