About Author
أحدث المقالات
يونيو ١٠, ٢٠٢٣, ٢:١١ م - خديجة الوصال
يونيو ١٠, ٢٠٢٣, ٢:١٧ ص - Haneen Elgohary
يونيو ٩, ٢٠٢٣, ٦:٤١ م - خديجة الوصال
Author Popular Articles

عروبة مصر من فاتحيها

 لابد لنا التعرف على كيفية إستقرار القبائل العربية فى مصر بتأسيس عمرو بن العاص لمدينة الفسطاط وإنشاء المسجد الجامع فيها فتسمى باسمه؛ واختطت القبائل الفاتحة خططا( بمثابة الحارات) حول المسجد العتيق وبالقرب منه للسكنى بها ومن ثم رفعت عليه أعلامها وأطلقت عليه مسماها القبلى ومنهم من كان قليل العدد فانضموا لبعـضهم وسُموا بأهل الراية نسبة لراية عمرو بن العاص.

 ديوان الجند:

وهذه الجيوش كان جنودها العـرب المتقاضين أعطياتهم (رواتبهم) من ديوان الجند( وزارة الدفاع حاليا) المُنشأ بأمر الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، كان بالديوان سجل كامل لأسمائهم وعائلاتهم، فيترتب منه حصولهم وقبائلهم على تسلسل آبائهم وأنسابهم؛ فيحتفظون بها، ويضيفون عليها الأسماء المستجدة ويتوارثونها أبا عن جد  فمنهم من يهتم بالتجديد ومنهم من كانت تلهيه "معايش" الحياة فتسقط أسماء من هذا السجل أوذاك.

 المُنادى:

فيخرج لنا الجرد مع دوران الحياة أحيانا غير مكتمل والتسجيل والتجديد هذا أشار به "معـاوية" على الأمصار كالفسطاط بأن جعل رجلا على كل قبيلة؛ فمثلا بنى المعافر فى مصر توظف لها شخصا يدعى "الحسن" يصيح كل يوم؛ فيزور مجالس القبيلة لا جتماع رجالها ويصيح: هل ولد الليلة فيكم مولود؟ وهل نزل بكم نازل؟ فيجاب: ولد لفلان غلام ولفلان جارية، فيقول سموهم فيكتب، ويقال نزل بنا رجل من أهل اليمن بعائلته؛ فيسمونه وعائلته، فإذا فرغ من القبائل كلها أتى الديوان ليسجل أسماء القادمين الجدد ليخصص لهم نصيب من العـطاء.

توارث الأنساب:

وعود للمستهل، ومع انتشار القبائل المذكورة، كانوا يقـتنون أنسابهم ويتوارثونها كما يتوارثون التراث والعـقار؛ فيكتبونها على  جلد الغـزال  أو ورق البردى أو أوراق الكاغد المصنوعة من نبات الكتان، ويضعـونها فى أوان من حديد أو فخار ويحكمون غلقها ويدفنونها تحت الأرض، أو يلفونها حول عُصى، يحتفظون بها، ويأتى كل فرد بعـد ذلك؛ ليستخلص نسبه من الأوراق المحيطة بالعُصــى علــى شكل (بكرة) ويطلقون على هذه البكرة ( الجرد) أى جرد النسب.

ومن ثم تكون معرفة الأنساب الشريفة المنتهية بآل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقية الأنساب لكونها قريبة العهد بزمن الرسالة.

الإرتباع القبلى:

وكان العـرب فى مصر لهم عادة سنوية يقومون فيها بمغادرة أماكنهم حول المسجد العـَمْرى بالفسطاط؛ ليتجولوا فى أرجاء المحروسة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا فى بلدان محددة وخصبة قريبة منهم، بحيث يكون الجامع وسط هذه الدائرة ــ فى فصل الربيع: ( المرتبع سُنة أستنها عمرو بن العاص بالخروج إلى الريف فى ذلك الفصل ) ـــ من كل عام بكل ما يملكون من مواشى وخيام وإبل وخيول وأغنام فسُمى ذلك بـ" المرتبع القبلى" يقضون فيه ثلاثة أشهر من نهاية الشتاء إلى بداية الصيف بعدها يعـودون إلى خططهم حـــول المسجد بالفسطاط، بهدف تسمين الخيول  والأغنام والإستزادة من الألبان والإختلاط بالأقباط  والتعارف بهم ومعرفة الأماكن، بتوالى السنين ومع تأصل هذه العــادة لديـــــــــهم؛ أصبحوا إذا أُعجبوا بمكان ما سواء فى الدلتا أو الوادى – يستقرون به و يُقيمون فيه إقامة نهائية تاركين  أماكنهم بالفسطـــاط.

إستقرار القبائل بمصر:

 ومن ثم انتشرت القبائل فــــــــى مصر بشمالها وجنوبها، أضف إلى ذلك إتاحة الفرصة أكثر للتعارف بإرسال الجنود إلى الثغـور لحمايتها من الأعداء بما يعرف بالرباط أو "المحاويز" فيما بعد وهى جمع "مأحوز" وهو المكان الذى بين العدو وأرض الوطن وكانوا يتقاضون رواتبهم من أحباس السبيل وهى الأموال الموقوفة فى سبيل الله؛ فقد أرسل الخليفة آنذاك إثنا عشر ألف جنديا لمدينة الإسكندرية لحمايتها فتم الإختلاط بينهم والمصريين.

شروط الصلح بين المصريين والفاتحين:

فضلا عن شروط الصلح الذى تم بينهم و العرب وبموجبه عند نزول العرب لأى إقليم أوقرية يقوم المصريون باستضافتهم لمدة ثلاثة أيام فى مضيفاتهم دون أن يتكلف العربى أى تكلفة فى تلك الفترة.

ناهيك من الهجرة الداخلية التى أرغمت العرب نتيجة عوامل أجتماعية ومُناخية واقتصادية وديموجرافيةـ على ترك الفسطاط إلى جميع أنحاء مصر والمكث فى أماكن إنتهاء مطافهم فترتب عليها وصل مابين العرب والمصريين وصلا كبيرا مع  علاقات الحياة اليومية.

الخلاصة:

قصارى القول أنه إختلطت الدماء المصرية بالعربية وأزداد التعارف بينهما بالإرتباع القبلى، المرابطة، الضيافة، الهجرة الداخلية والمعاملات اليومية، فضلا عن انتقال البركة والكرم لمصر عن طريق قريش  إستشفافا مما جاء في حُسن المحاضرة للسيوطى  الجزءالثانى" وقال أحدهم إن الله جعل البركة عشرة أجزاء فتسعة منها فى قريش وواحد فى سائر الناس وجعل الكرم عشرة أجزاء فتسعة منها فى العرب وواحد فى سائر الناس."

التعليقات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

مقالات ذات صلة