About Author
أحدث المقالات
يونيو ١٠, ٢٠٢٣, ٢:١١ م - خديجة الوصال
يونيو ١٠, ٢٠٢٣, ٢:١٧ ص - Haneen Elgohary
يونيو ٩, ٢٠٢٣, ٦:٤١ م - خديجة الوصال
Author Popular Articles

الهجرة

ولج "بخيت" شقته بعد مفارقة صديقه الحكيم وهو يتأمل نصائحه مُتعجبا مُصدِّقا لحديث رسولنا الكريم ﷺ: ("المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يُخالِل ") [1]، وأخذ يُدوِّر المحادثة في رأسه ليستقر على الصواب فتارة يتعاطف مع حديث صديقه الحكيم بالهجرة الشرعية والابتعاد عن المغامرة وأخرى يعود إلى هواجس الهجرة على قوارب إلى سواحل ليبيا ثم إيطاليا.

صراع الإقدام والإحجام

وظل مترددا ما بين الحديثين وهو منزعج من جرَّاء قصف الرعود وعصف الرياح، فالظلام يهدد النور بالانقطاع لحين هدوء العاصفة وفعلا أنقطع التيار الكهربي لحين ما تهدأ وتخف الأمطار حتى لا يحدث خلل في التيار الكهربي يؤدى إلى حرائق وما ينتج عنها وساد الظلام البيت فأنارت الأم الشموع وأعدت طعام العشاء لابنها مسائله له عن إحضاره الصبر من عدمه.

فضحك "بخيت" بصوت مسموع مجيب أمه باعتذاره من عدم شرائه، وقص عليها قصته مع العطار؛ فاستحسنت الوضع وتجاوبت معه بقولها صحتك بالدنيا يا ابني، واستطردت حديثها بأنها أعدت طعام العشاء، قائلة له الأكل جاهز يا ابني وسأجلس معك على المائدة لأفتح شهيتك للطعام، لأنك كثير التفكير في موضوع الهجرة والعمل وأراك مهموما لذلك فنظر للشموع الخافتة وتساقط محروقاتها من الشمع وكأنها دموع عينيه تنسال.

الزينة والشينة 

من تعددية الإقبال على الهجرة الشرعية أو الهجرة بالقوارب المُحرمة أو الإحجام عنها، فتلك لها محاسنها والثانية لها مساوئها، فالأولى زينة والأخرى شينة، وأتاه صوت أمه وكأنه قادم من أعماق البحر تدعوه للطعام؛ فنهض مُتكاسِلا يجر قدماه إلى المائدة، ولولا أمه ماقام ولا تعشى من الأفكار السوداء المحدقة به، ولم يخفف وطأة ذلك إلا بدء انخفاض صوت الرعود وهدأة الرياح وصارت الأمطار رزازا مما ينبىء بسكون العاصفة وانقطاع الأمطار وانقشاع الظلام وماهى إلاهنيهة وعاد التيار الكهربى وانقشع الظلام وتواردت الخواطر على رأس "بخيت" مخاطبا نفسه: ما أجمل النور المُشِع من اسمه تعالى وباثاً الخير في الوجود، ولنِعم المكان المُضىء وما أقبح الظلام وما ينجم عنه والأفاعيل التى تتم تحت جُنحه ذكرتهُ للتطهُر وصلاة القيام بعد تناوله للطعام

بركة دعاء الوالدة

فتوجه لوالدته بالحديث مُخبرها بأنها البركة التى يلوذ بها ويكفى وجهها لتبديد ظلام الغرفة الدامس التى لتوها المصابيح أضاءت فمرحبا وقد غطى نورها على الكهربا، فتبسمت الأم من كلام إبنها المعسول وهى تدعو له بالقبول والتوفيق في مشاريعه المُقبلة، وقالت له:- يا بُنى لا تعـُل همى فلى رب يكفلنى ولا يترك ربك أحدا وهو المُدبِّر والمنظم، وأردفت وإذا كان الكفاح للعيش والمعايش، ("وفى السماء رزقكم وما توعدون") [2].

نورانيات الخواطر الملائكية

وهكذا كانت خواطر "بخيت" النورانية الملائكية وحديث أمه الشائق دفعه لمقابلة ربه بالصلاة والإستخارة ليزداد نورا ويقينا، فالتهم طعامه بنفس هنية وبعد صلاته ينتظره صحو الفضاء وضوء الصباح مرافقا لإنفراجة الأمل، فاستأذن والدته للصلاة وسط دعواتها الحارة التى فتحت له طاقة نور ينظر من خلالها إلى مستقبل مشرق وأمل متفتح.

وقد أخبرنا -سبحانه وتعالى- عن الهجرة الشرعية بقوله الكريم:  ("ومَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اَللَّه يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وسَعَةً ") [3].

المراجع:

  • مسند أحمد [1]
  • سورة الذاريات آية 22 [2]
  • سورة النساء آية 100 [3]
التعليقات
د. محمد فتحى فوزى - فبراير ٢, ٢٠٢٣, ٢:٣١ ص - إضافة رد

شكرا جزيلا

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

يجب تسجيل الدخول لإضافة تعليق

مقالات ذات صلة
فبراير ٢٢, ٢٠٢٣, ١:٥٧ م Yassin 24